الأيورفيدا مقابل العلم: حل لغز معضلة الماء البارد
كتبت: براتيبها راججورو
أصبح الأيورفيدا، أو “علم الحياة” في اللغة السنسكريتية، منتشراً بين الأفراد في محتلف دول العالم، وهو النظام الطبي القديم يعود إلى الهند القديمة، ويعتمد الأيورفيدا على الموازنة والتناغم بين الجسم والعقل والروح لتحقيق الصحة الشاملة.
تشتهر هذه الفلسفة الطبية بأنها تركز على الوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة، من خلال التغذية الصحية، وتطبيقات العلاج بالأعشاب، والتدليك، والتأمل، من خلال تقديم الأيورفيدا نهجاً متكاملاً للصحة، فهي تساهم بشكل كبير في تحسين الجودة العامة للحياة وتعزيز الرفاهية الشخصية، ولعل الحديث عن الأيورفيدا مقابل العلم يثير الجدل ولنتطرق اليوم في مشكلة تناول الماء البارد ورأي الأيورفيدا في ذلك من خلال الجوانب التالية:
صحة
لطالما كانت درجة الحرارة التي نستهلك بها الماء محل جدل ونقاش، حيث توصي تقاليد الأيورفيدا بتوخي الحذر فيما يتعلق باستهلاك الماء البارد، وفي المقابل، لم يجد البحث العلمي أي دليل جوهري يؤيد فكرة الضرر في تناول الماء البارد، في هذه المقالة، نتعمق في حكمة الأيورفيدا والتساؤلات العلمية المتعلقة بالمياه الباردة، بهدف تمكين القراء من اتخاذ قرارات واعية فيما يتعلق ببمارسات تناول المياه.
حكمة الأيوفيدا: تأثير الماء البارد
وفقًا للطب الأيورفيدي، فإن الماء البارد يفسد توازن الجسم ويبطئ عملية الهضم، هناك اعتقاد سائد أن الجسم يبذل طاقة إضافية لاستعادة درجة حرارته الأساسية بعد شرب الماء البارد ويوصي ممارسو الأيورفيدا بتناول الماء الدافئ أو الساخن للمساعدة في عملية الهضم والحفاظ على حرارة الجسم.
نتائج علمية: تقييم الدليل
في الطب الغربي، تشير دلائل علمية محدودة إلى أن الماء البارد ليس له آثار ضارة على الجسم أو على عملية الهضم، في الواقع، أن تناول كمية كافية من الماء، بغض النظر عن درجة الحرارة، يساعد عملية الهضم، ويقضي على السموم، ويمنع الإمساك. وقد أوضحت الأبحاث الفوائد المحتملة لشرب الماء البارد أثناء إجراء التمرينات الرياضية، ما يؤدي إلى تحسين الأداء وتقليل درجة حرارة الجسم الأساسية.
استكشاف المخاطر والفوائد
بينما تحذر مبادئ الأيورفيدا من الماء البارد، إلا أنه من الضروري مراعاة الظروف الفردية، فقد يعاني الأشخاص المصابون يتأثر فيها المريء بتناول الماء البارد، مثل تعذر الارتخاء المريئي، قد يعانون من أعراض متفاقمة في حال تناول الماء البارد. وبالمثل، قد يكون بعض الأفراد، وخاصة أولئك المعرضين للصداع النصفي، أكثر عرضة للإصابة بالصداع بعد شرب الماء المثلج. ومع ذلك، فإن مثل هذه الحالات محددة ولا تسري عالميًا.
درجة الحرارة المثلى لإعادة الإماهة
أثار تحديد درجة حرارة الماء المثالية لإعادة الإماهة اهتمام الباحثين. وقد أوضحت الدراسات أن الماء عند حوالي 16 درجة مئوية (60.8 درجة فهرنهايت)، على غرار ماء الصنبور البارد، قد يكون هو الأمثل، لأنه يحث على زيادة تناول الماء وتقليل التعرق. ومع ذلك، فإن الأجواء المحيطة، مثل ممارسة الرياضة أو الظروف البيئية، يمكن أن تؤثر على التفضيلات الشخصية لدرجة حرارة الماء أثناء إعادة الإماهة.
حكمة الايورفيدا والبحوث المعاصرة
فيما يوفر البحث العلمي رؤى قيمة، تحملت تقاليد الأيورفيدا اختبار الزمن لآلاف السنين. قد يؤدي النظر في كلا المنظورين إلى تمكين الأفراد من اتخاذ خيارات واعية بناءً على احتياجاتهم وتفضيلاتهم وظروفهم الصحية الفريدة. كما قد تقدم مبادئ الأيورفيدا إرشادات قيمة لأولئك الذين يسعون إلى اتباع نهج شامل في إعادة الإماهة.
وفي النهاية، يواصل الجدل الدائر حول شرب الماء البارد دمج الحكمة القديمة مع الاستقصاء العلمي، تحذر تقاليد الأيورفيدا من الماء البارد، مؤكدة على أهمية الحفاظ على حرارة الجسم والهضم. وإن كانت الأبحاث العلمية لم تتوصل إلى أدلة دامغة تؤكد ضرر الماء البارد. وبفحص كلا المنظورين، يمكن للأفراد اتخاذ قرارات واعية بشأن تناول المياه، وتحقيق توازن بين حكمة الأيورفيدا والنتائج العلمية بهدف تحسين حالتهم الصحية والمعنوية بشكل عام.